هذا الجماد بصمته يتكلم ........... والصخر في وادي الحميم يحطم
غضب يزيد من الحميم تدفقاً ........... قل للعصى عليك ليل مظلم
الليل حط على الوجود بظلمة ........... والنار في تلك السواد تقدم
شريان أرضي لا يقرَّ قراره ........... قُطع الوريد وبان منه المعصم
أنا لا أرى غير الحريق بأرضنا ........... إن الجبال بأرضنا تتألم
لا تحسبوا البركان يقذف ناره ........... حمم تطير على الفضاء وتحجم
أنا لا أرى جبلاً يزيد بلاؤه ........... هذا المكفن في البياض لمسلم
هو من رجال الحرب يتقن صنعها ........... هذا الشجاع يفر منه الضيغم
هذي الدواء تفجرت من جرحه ........... بل كله جرح ولحم يفرم
لو صور الصحفي سفح جبالنا ........... لرأيت أعضاء العباد تقلم
ورأيت آذاناً هناك تقطعت ........... فإلى متى يطغى العدو ويجرم
من يعشق الإجرام يصعب رده ........... إن التكبر مبغض ومحرم
لو أن قطاً للنصارى عذبت ........... لرأيت جيشاً في الصباح يقدم
لكن شعبي يستهان بقتله ........... فرؤوسه فوق التلال تحطم
ودماؤه تنحط إثر مذابح ........... فيصيح طفلي ناطقاً والأبكم
قوموا حماة الدين نقبر أهلنا ........... جثت هناك على العراء تلثم
إن شئت أن تكسو الجبال بخضرة ........... فامنع دعاة الشر أن يتقدموا
فلقد عثوا في أرضنا يا إخوتي ........... ولقد تطاول فوق شعبي الأقزم
قد يسلم الكفار من قانونهم ........... لكن شعبي عندهم لا يسلم
عبثاً تصور في المساء جبالنا ....... لاشيء عندك في الجبال يكرم
بمكبر يا قوم ننظر جسمه ........... فهناك يظهر للعيون سقام