مصطفى شوقى
الابراج : عدد المساهمات : 248 تاريخ التسجيل : 21/06/2009 العمر : 30 العمل/الترفيه : كل يوم فى حال المزاج : القهوه.الشاى .الاغانى
| موضوع: العدل المحمدي.. الذي أضاعه المسلمون الثلاثاء 07 يوليو 2009, 11:58 am | |
|
عنعائشة رضي الله عنها: أن قريشاً أهمهم شأن المرآة المخزومية التي سرقت،فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترئعليه إلا أسامه بن زيد، حب رسول الله ! فكلمه أسامه فقال رسول الله صليالله عليه وسلم: أتشفع في حد من حدود الله تعالي ؟! ثم قام فأختطب، ثم قال: "إنماأهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهمالضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " متفق عليه . في هذاالجو الإيماني الروحاني.. ومع هذه الإشراقة الوضاءة، من حياة سيد البشرمحمد بن عبد الله " صلي الله عليه وسلم " يضرب لنا المصطفي صلي الله عليهوسلم أروع الأمثلة في تطبيق مبدأ العدالة والمساواة.. فبالعدل قامتالسماوات والأرض.وبالعدلأرسل الله الرسل.. وبالعدل أنزل الله الكتب.. فالكل في نظر الشريعة سواء..لا تفريق ولا تمييز بين القوي والضعيف.. والغني والفقير.. والشريفوالوضيع.. لا يراعي الغني لغناه، ولا يحابي الشريف لشرفه ومنزلته.. فالناسفي ميزان الدين سواسية كأسنان المشط .. وهكذايأتي المصطفي صلي الله عليه وسلم علي قواعد الجاهلية فيدكها من أساسها..ويقتلعها من جذورها، ويقرر مبدأ الحق، والعدل والمساواة بين جميع الطبقات.يأتي رسولالله علي قواعد الجاهلية " قاعدة الكيل بمكيالين " مكيال تكيل به أمريكالإسرائيل.. ومكيال عكس تماماً تكيل به لأهل فلسطين.. وأهل العراق.. وأهلأفغانستان.. فيدك هذه القواعد من أساسها.. ويقتلعها من جذورها قائلاً :" لا فرق بين عربي وأعجمي وأحمر وأبيض إلا بتقوى الله سبحانه" .ها هيامرأة من علية القوم ليست من أشراف مكة فحسب.. بل من أشراف قريش.. تسرقعلي عهد النبي.. ويخشى عليها قومها وعشيرتها أن يصل أمرها إلي رسول اللهفيقيم عليها الحد.. ويقطع يدها تحقيقاً لمبدأ العدالة والمساواة.. ويهتمونلشأنها ويعتريهم الكرب والغم.. فهي من الأشراف من الوجهاء، ما العمل، ماالحيلة، كيف نخلصها من هذه الأمر؟؟لا نجاةولا خلاص لهذه المرأة إلا أن نجد شفيعاً لها عند رسول الله، وشفيعا لا تردشفاعته.. من يقدر علي هذا؟ فيقولون لا يستطيع علي هذا الأمر إلا حب رسولالله صلي الله عليه وسلم.. أسامة بن زيد، إنه الحب بن الحب.. إنه الشفيعالذي لا ترد شفاعته ورجائه. وبالفعليأتي أسامة إلي رسول الله.. فيكلمه في شأن هذه المرأة وهو واثق كل الثقةمن قبول شفاعته ورجائه.. فإذا بالنبي صلي الله عليه وسلم يتلون وجهه،وتحمر عيناه، وتثور في نفسه دوافع الغيرة علي حدود الله.. فيقول لأسأمه أتشفع في حد من حدود الله؟؟مستنكراً مستعظماً لعلمه ثم يقف خطيباً في الناس يبين لهم أن هلاك الأممالسابقة إنما كان بسبب قاعدة الكيل بمكيالين.. بسبب عدم تطبيق حدود اللهفيقول قولته الخالدة " إنما أهلك الذين من قبلكم.. أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه.. وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد" .والإسلامدين الحق والعدل والمساواة.. لا يرضي بهذا المبدأ الجائر الظالم مبدأالتفرقة بين الناس والتميز بين العناصر.. فهذا شريف يكرم ويعظم لشرفه..وهذا ضعيف يزدري ويهان لقلة شأنه.. فهذا هو مبدأ الجاهلية تقسيم الناس إليفئات وطبقات، سادة وعبيد، أشراف وضعفاء، أفاضل وخدم، لكل فئة قانون لكلجماعة نظام، لكل دولة مكيال.لقد جاءالإسلام فحطم وكسر ومزق هذه النظم البالية، والقوانين الجائرة، وأقامالناس جميعاً علي قانون واحد، يشمل الصغير والكبير، والعظيم والحقير،السادة والعبيد، (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).فيغضب صلوات ربي وسلامه عليه لهذه الشفاعة.. ويقول: كلمته الخالدة الذهبية (والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).وحاشاهاأن تسرق، وحاشاها أن تأتي فعلاً قبيحاً.. أو تأتي منكراً.. ولكنه المثالالخالد يضربه علي كر الدهور ومر العصور.. في أن رسالة الإسلام ودعوة محمدإنما هي دعوة العدل، ودعوة الإنسانية والمساواة، لا محاباة، لا مجامله.هذا دينناإنه المثل الأعلى.. والنموذج الكامل لعدالة الإسلام الذي ينبغي أن تبنيعليها النظم وتساس عليها الأمم، لأنها شريعة الله، وإلا فالهلكة محققه..فالنجاة والسلامة في تحقيق هذا المبدأ (ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ). وإذا كنانتوجه باللوم والإنكار علي سياسة الغرب تجاهنا من عدم تطبيق مبدأ العدلوالمساواة.. ولابد من أن يتخلوا عن سياسة الكيل بمكيالين.فأيضاًنتوجه باللوم والإنكار الشديد علي أبناء الحركة الإسلامية.. الذين إذا زلعالم من غير جماعة زلة.. أوهن هنة سلخوه.. وأطلقوا لأسنتهم العنان فيالنيل منه.. وازدرائه وكذلك التقليل من شأنه..أما إنكان من جماعته وزل نفس الزلة.. ونسأل الله العافية للجميع.. فليس أحدمعصوم سوي من عصمه الله، تجد معه العكس تماماً.. ويقول لك هلاً سترتهبثوبك.. من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة.أيها الإخوة.. شريعة الإسلام.. ودعوة سيد الأنام دعوة العدل دعوة المساواة لا محاباة، لا مجاملة.. (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
|
| |
|
???? زائر
| موضوع: رد: العدل المحمدي.. الذي أضاعه المسلمون الخميس 31 ديسمبر 2009, 8:45 pm | |
| |
|