تعتبر عصافير الحب الزرقاء (القرقف) من أكثر الطيور إخلاصا لبعضها بعضا وحنينا لأعشاشها البسيطة، إلا أن دراسة علمية ألمانية حديثة توصلت إلى أن نسبة الطلاق بين هذه الطيور ترتفع إلى نحو 50%.
والعصفور الأزرق صغير قياسا بالطيور الأخرى (12 سم) ويتميز برأسه وظهره الأزرق الزاهي وبطنه الصفراء. ويعيش في الغابات كما يعيش قرب البشر في الحدائق، ويعتبر من أكثر الطيور فضولية وأكثرها رغبة في العيش قرب أعشاش الطيور الأخرى.
راقب علماء الحيوان الألمان من معهد ماكس ـ بلانك في ميونيخ، العصافير الزرقاء لفترة طويلة ودرسوا عاداتها وحياتها "الاجتماعية" بدقة، ويقول العلماء إنهم استطاعوا تحديد نسبة طلاق ترتفع إلى 50% بين هذه العصافير الملقبة بعصافير الحب. وهذا يعني أن نسبة الطلاق بين عصافير الحب ترتفع عنها بين البشر وإن كانت الأسباب متشابهة.
ولاحظ العلماء أن أهم أسباب "خراب أعشاش" العصافير الزرقاء هو اتهام الأنثى بقلة الإنجاب. وترتفع نسبة "الخناقات" و"التناقر" على نسبة "القبل" بين العصافير، كلما قل عدد البيض الذي تضعه الأنثى. ودليل على ذلك هو أن ذكور طيور الحب المطلقة غالبا ما تتزوج ثانية من إناث ضخمة وبدينة.ويشبّه العلماء هذا السلوك بسلوك بعض الرجال من البشر الذين يعتقدون أن البدينات أكثر إنجابا وأكثر إخلاصا من غيرهن علما بأن عدم الإنجاب هو من أشهر أسباب الطلاق بين البشر على المستوى العالمي.
وسبق للعلماء الأميركان أن راقبوا سلوك العصافير الزرقاء أيضا ولاحظوا عملها كجهاز إنذار مبكر ضد الخطر. فالعصافير الزرقاء تحذر بني جنسها عند اقتراب عدو، سواء كان بشرا أم حيوانا، من أعشاشها عن طريق إطلاق تغريد متقطع ومتصل. ولاحظ العلماء أيضا أن طول مقطع التغريد التحذيري الذي تطلقه العصافير يتناسب مع حجم العدو القادم، كما أن الضجة التي تحدثها أكبر.
وترتفع نسبة الطلاق في ألمانيا اليوم بين البشر إلى 44.2% كمعدل (29.3% عام 1990). وكانت البطالة والحالة الاقتصادية المتدهور سبب تفوق الألمان الشرقيين على الغربيين في الطلاق.