عندما يلتقي الأهلي والزمالك كبيري كرة القدم المصرية والعربية والأفريقية
مساء الثلاثاء علي ملعب القاهرة الدولي في الجولة الثانية عشرة لأعرق
المسابقات وأهمها في أفريقيا و الوطن العربي ستكون تلك المواجهة هي
الرابعة بعد المائة بين العملاقين في مدة زمنية تعدت الـ60 عاماً منذ
انطلاق الدوري المصري موسم 1948/1949.
ولا يقلل تفوق الأهلي الكبير من حيث الحصول علي المسابقة الأهم في الدولة
الأهم في قارة المواهب السمراء وبرقم لا نظير له في العالم (34مقابل 11)
ولا الفارق بين الناديين في ترتيب الجدول (1 مقابل 13) لا فارق النقاط
الذي لم يشهده تاريخ الدوري في مثل هذا التوقيت (27 مقابل 11)، لا يقلل
هذا أبداً من حدة و قوة وشراسة المنافسة بين الناديين منذ أن عرفت مصر كرة
القدم في أواخر القرن قبل الماضي عن طريق قوات الاحتلال الإنجليزي.
ولا تعني هذه السيطرة أن طريق الفارس الأحمر كان مفروشاً بالورود وهو يحرز
أكثر من ثلاثة أضعاف أقرب منافسيه وما يقرب من ضعفي كل الأندية التي شاركت
في المسابقة من انطلاقها في نهاية أربعينيات القرن المنصرم.
في هذا التقرير، سنقدم لمحبي التوثيق تناول جديد للمنافسة بين الأهلي
والزمالك بشكل شيق وغير مسبوق عن طريق تقسيم تاريخ الدوري المصري إلي 7
عقود زمنية وإلقاء الضوء من خلال هذا التقسيم علي نتائج وأرقام الفريقين
خلال كل عقد منها وفي النهاية سنلقي نظرة عامة علي تاريخ الدربي الذي يعد
واحد من اكبر الدربيات وأكثرها جماهيرية لا علي المستوي العربي والأفريقي
فحسب و لكن علي المستوي العالمي أيضا.
في الأربعينيات: الفوز الأول أبيض والأهلي يكشف عن رغبة جامحة في السيطرة علي البطولة منذ البداية
رغم أن الزمالك كان أول فريق مصري يحصل علي كأس مصر عام 1922 علي حساب
فريق شرويدز الإنجليزي إلا أن الأهلي كان فارس مسابقة الدوري منذ بدايتها
موسم 1948/1949 حيث انتهي أول لقاء بين الأهلي والزمالك بالتعادل (2-2) في
10ديسمبر 1948 في الأسبوع الثامن للمسابقة وكان للفارس الأبيض الشرف في
إحراز أول فوز في المواجهات المشتركة مع العملاق الأحمر في الأسبوع 15بهدف
سجله يونس مرعي.
عدد المواجهات في هذه الحقبة بين الأهلي والزمالك كانت 4 مواجهات، فاز
الأهلي في واحدة و فاز الزمالك في مثلها وكان التعادل هو مصير المواجهتين
الأخريين.
سجل الأهلي في هذه الفترة 4 أهداف في مرمي الزمالك أولها لنجمه أحمد مكاوي وأخرها لهدافه الكبير توتو.
بينما سجل الزمالك 3 أهداف كان أولها لنجمه الكبير ونجم الأهلي قبلها
الساحر عبدالكريم صقر وأخرها الهدف الذي أحرز به يونس مرعي أول نقطتين
للزمالك علي حساب منافسه التاريخي في الأسبوع 15 لأول مواسم الدوري.
أحرز الأهلي خلال تلك الفترة أول لقبين للمسابقة علي حساب الترسانة في
الموسم الأول بفارق 4 نقاط ثم علي حسب الشواكيش مرة أخري في الموسم التالي
بعد مباراة فاصلة.
في الخمسينيات: الأهلي يتفوق بوضوح علي الزمالك ويضيف 7 ألقاب أخري
مع انطلاق موسم 50/1951 ومع التوقف الأول للمسابقة موسم 1951/1952 واصل
القطبين مواجهاتهما التاريخية وواصل الأهلي احتكاره للمسابقة وعرف الزمالك
الفوز بلقبه الأول في نهاية هذا العقد من المنافسة الشرسة مع الأهلي
وبالتحديد موسم 59/60.
عدد المواجهات : 18
فوز الأهلي: 8 مرات
فوز الزمالك: مرتين
التعادل: 7 مرات
سجل الأهلي 32 هدف أولها لنجمه وهدافه القدير توتو في لقاء الدور الأول
موسم 50/51 في اللقاء الذي فاز فيه الأهلي (2-0) وأخرها كان لرمزه الكبير
صالح سليم موسم 59/60 في اللقاء الذي أنهاه أصحاب الزى الأبيض بالفوز
بهدفي خليل قدري مقابل هذا الهدف.
أما الزمالك فقد سجل 16 هدف بدأها نجمه الدولي الكبير عصام بهيج موسم
52/53 في اللقاء الذي انتهي (2-2) وأنهاها خليل قدري بهدفيه اللذين فاز
بهما الزمالك (2-1) موسم 59/6091.
هداف الأهلي في تلك الحقبة هو القدير توتو برصيد 6 أهداف، أما هداف الزمالك فهو النجم علاء الحامولي برصيد 6 أهداف أيضاً.
حصل الأهلي في تلك الفترة علي 7 ألقاب للدوري مقابل لقب وحيد للزمالك.
الستينيات: العدوان الصهيوني يعطل نشاط الكرة وتفوق زملكاوي علي الأهلي
لأنه كيان اعتاد علي العدوان والإرهاب واحتلال الأراضي العربية فقد جاءت
حرب يونيو 1967 لتوقف نشاط الدوري المصري لأطول فترة في تاريخه ولم تعود
المسابقة للانتظام إلا بعد الدرس البطولي الذي لقنه أبطال أكتوبر للغزاة
في حرب رمضان 1973.
وعرفت المسابقة الخروج لأول مرة من سيطرة القطبين بعد أن تمكن الترسانة من
الفوز باللقب موسم 62/1963 وعرفت كذلك الخروج من القاهرة للمرة الأولي بعد
أن تمكن الأولمبي من إحراز لقبه الأول موسم65-66.
تقابل الأهلي والزمالك في الستينيات في 11 لقاء وظهر التفوق الأبيض للمرة
الأولي حيث فاز الفريق في 4 مباريات، بينما فاز الأهلي في 3 لقاءات وتعادل
الناديين في 4 مواجهات.
سجل الأهلي 18 هدف كان أولها هدفين للشيخ طه إسماعيل في اللقاء الذي فاز
فيه الأهلي (4-1) علي ملعب الزمالك موسم 60/1961 وأخرها كان للنجم الخلوق
نفسه بالهدف الذي سجله في مرمي الزمالك موسم 66/1967 في اللقاء الذي انتهي
بالتعادل (1-1).
أما الزمالك فقد سجل في هذه الفترة 15 هدف كان أولها لنجمه أحمد مصطفي في
موسم 60/1961 في اللقاء الذي أنهاه الأهلي برباعية مقابل هذا الهدف وأخرها
كان للهداف السوداني الكبير عمر النور الذي سجله موسم 66/1967 في اللقاء
الذي انتهي بفوز الزمالك (1-0).
هدافو الأهلي في الستينيات النجمين الكبيرين رفعت الفناجيلي و الشيخ طه إسماعيل وسجل كلاهما (4) أهداف.
بينما يحتل النجمين حمادة إمام و عمر النور قائمة هدافي الزمالك في هذا العقد برصيد 4 أهداف لكلاً منهما.
فاز الأهلي بالدوري مرتين في الستينيات، ونجح الزمالك في إحراز أول لقبين متتاليين له موسمي 63/64 و 64/1965.
في السبعينيات: الأهلي يعود للتفوق و الزمالك يحرز أغرب ألقابه
بعد تطهير الأرض من الاحتلال الصهيوني بدأت المسابقة في الانتظام من جديد
بعد أن نال الرياضيون المصريون نصيبهم من العدوان وأعتزل معظمهم كرة القدم
خلال سنوات التوقف وبدأ جيل جديد في الظهور خصوصاً جيل تلامذة الأهلي الذي
قاده ببراعة المدرب المجري الشهير هيديكوتي وقدم جيل يعتبره البعض الأكثر
موهبة في تاريخ مصر مع جيل العمالقة في الزمالك أيضاً بقيادة شحاتة وجعفر
وعلي خليل.
لعب الناديين خلال السبعينيات 13 مباراة، فاز الأهلي خلالها 5 مرات وفاز
الزمالك مرة واحدة، وكان التعادل سيد الموقف في 7 مباريات وهو دليل علي
التكافؤ والندية بين الكبيرين.
سجل لاعبو الأهلي 12 هدف كان أولها لموهوب الأهلي عبد العزيز عبد الشافي
في اللقاء الذي خسره الأهلي بهدف لهدفين في الدور الأول موسم 70/71 وأخرها
سجله أشهر جناح في تاريخ الكرة المصرية مصطفي عبده في اللقاء الذي فاز فيه
فريقه (2-1) موسم 79/1980.
أما الزمالك فقد سجل 8 أهداف كان أولها للموهوب علي خليل موسم 71/1972 في
اللقاء الذي فاز فيه الزمالك بهدفين لهدف وأخرها سجله نجم الزمالك
التاريخي حسن شحاتة في المباراة التي خسرها فريقه بهذا الهدف مقابل هدفين
للأهلي في الدور الثاني موسم 79/80.
هداف هذا الجيل من الأهلي هو المجري مصطفي عبده برصيد 4 أهداف.
ومن الزمالك النجوم علي خليل وحسن شحاتة و فاروق جعفر برصيد هدفين لكلاً منهما.
أحرز الأهلي خلال السبعينيات 5 ألقاب للدوري، بينما أحرز الزمالك لقب وحيد و غريب بفارق هدف اعتباري موسم 77/78.
وحقق نجوم المحلة لقبهم الأول و الأوحد حتى الآن موسم 72/73 و لم تكتمل المسابقة موسم 71/72.
حقبة الثمانينيات: الزمالك يعاود التفوق في المواجهات المشتركة والأهلي يضيف 6 ألقاب أخري
باستثناء الموسم الذي تم إلغاء الدوري خلاله بعد تأهل مصر لنهائيات كأس
العالم فقد انتظمت المسابقة تماماً وشهدت منافسه محلية مشتعلة بين القطبين
الكبيرين بعد أن ذاق كلاهما حلاوة التتويج القاري لأول مرة في تلك الحقبة
وسيطرا علي بطولتي أفريقيا أبطال الدوري والكأس بشكل شبه كامل.
تقابل الأهلي و الزمالك في 19 مباراة في هذا العقد، فاز الزمالك في 5
مواجهات بينما فاز الأهلي في 4 مواجهات وكان التعادل هو القاسم المشترك في
10 مواجهات.
سجل لاعبو الأهلي 16 هدف في الشباك البيضاء كان أولها لنجم وسط الأهلي
وقتها محمد عامر في اللقاء الذي انتهي بالتعادل بهدف لمثله موسم 81/82
والطريف أن عامر سجل هدف الزمالك أيضاً بطريق الخطأ في مرمي الأهلي في هذا
اللقاء قبل أن يصحح خطأه ويحرز التعادل في واقعة ربما من الصعب تكرارها
علي مستوي العالم.
وأخر أهداف الأهلي في فترة الثمانينيات سجله نجم وسط الأهلي أيضاً علاء
ميهوب في لقاء الدور الثاني موسم 88/89 وفاز فيه الأهلي بهدف دون رد.
نفس العدد من الأهداف (16) هدف سجله الزمالك في الشباك الحمراء وهي الحقبة
الوحيدة التي تساوي فيها الناديين في رصيد إحراز الأهداف و أول أهداف
الزمالك سجله أحمد عبد الحليم في شباك الأهلي في اللقاء الذي فاز فيه
الزمالك (2-0) في الدور الأول موسم 80/81 و أخر أهداف الزمالك سجله مدافعة
نبيل محمود في لقاء الدور الثاني موسم 87/88 وهو الهدف الذي أعطي بطولة
الدوري للزمالك في اللقاء الذي لعبه الناديين بدون اللاعبين الدوليين
لانشغال لاعبي الأهلي و الزمالك ببطولة كأس العرب في الأردن عام 1988.
هداف الأهلي في هذه الفترة هو علاء ميهوب مساعد مدرب الأهلي الحالي برصيد 4 أهداف.
بينما يأتي النجوم جمال عبد الحميد و أيمن يونس وطارق يحيي ومحمد حلمي و
الغاني إيمانويل كوارشي علي رأس لائحة هدافي الزمالك في لقاءات القمة
برصيد هدفين لكل لاعب.
أحرز الأهلي خلال تلك الحقبة 6 ألقاب، بينما أحرز الزمالك لقبين، وفاز المقاولون بلقبه الوحيد موسم 82/83.
التسعينيات: الأهلي يهيمن علي البطولة مجدداً بعد حرمان دام 3 مواسم
في بداية حقبة التسعينيات أحرز الدراويش لقبهم الثاني وعاد الزمالك وفاز
بالدرع عامين متتاليين مكرراً إنجاز الستينيات قبل أن يحرز الأهلي 7 ألقاب
تاريخية متتالية ويؤكد أن بطولة الدوري المصري هو لقبه المفضل.
لعب الناديين لأول مرة منذ انطلاق الدوري 20 مباراة كاملة، فاز الأهلي في
8 مباريات منها مرة نتيجة انسحاب الزمالك وفاز الزمالك 6 مرات وتعادل
الفريقان 6 مباريات أيضاً.
سجل لاعبو الأهلي 18 هدف في مرمي الزمالك بدأها مدافع الفريق السابق ومدير
الكرة في انبي الحالي علاء عبد الصادق بهدف صاروخي في المقص الأيمن لمرمي
الزمالك في لقاء الفريقين بالدور الأول موسم 90/91 في اللقاء الذي انتهي
بهذا الهدف و ختمها علاء إبراهيم في لقاء الدور الأول موسم 99/2000 بهدف
في شباك الزمالك في اللقاء الذي خسره الأهلي (1-2).
أما الزمالك فقد سجل 12 هدف كان أولها لنجمه وهدافه السابق وعضو إتحاد
الكرة المصري الحالي أيمن يونس في لقاء الدور الثاني موسم 90/91 في اللقاء
الذي فاز فيه الزمالك (2-0) وأخرها أحرزه النجم المالي إسماعيل كوليبالي
في مرمي عصام الحضري في لقاء الدور الأول موسم 99/2000 في اللقاء الذي فاز
فيه الزمالك بقيادة أوتو فيستر الألماني (2-1).
هدافو الأهلي في التسعينيات هما الهداف التاريخي للكرة المصرية حسام حسن وسجل 4 أهداف خلال التسعينيات.
أما هداف الزمالك فهو المهاجم أيمن منصور و سجل هدفين.
أحرز الأهلي 7 ألقاب في التسعينيات، بينما أحرز الزمالك لقبين.
الألفية الجديدة: بداية بيضاء ناصعة ونهاية حمراء قانية
ما بين تعادل بهدف لمثله في بدايته وفوز أحمر معتاد في أخر مواجهه خلاله
استقبل القرن الجديد لقاءات الأهلي والزمالك هذه اللقاءات التي بدأها
الفارس الأبيض بتفوق مع الألماني العجوز أوتو فيستر غاب طويلاً رغم
الخسارة المذلة التي أنهت العلاقة بين الخبير بالكرة الأفريقية والزمالك
في القمة 89, و أنهاه العملاق الأحمر باكتساح غير مسبوق مع مدربه
البرتغالي مانويل جوزيه وظهر خلاله نجم أعاد زمن عمالقة هدافي لقاءات
القمة هو محمد أبوتريكة.
تقابل الأهلي مع الزمالك خلال القرن الواحد والعشرون وفي المواسم الثماني الأخيرة في 18لقاء.
فاز الأهلي 8 مرات، وفاز الزمالك 6 مرات، وتعادل الفريقان في 4 مرات فقط و
هي النسبة الأقل طوال تاريخ مواجهات الفريقين طوال تاريخهما بالنسبة لعدد
المواجهات.
سجل الأهلي خلال المواجهات الستة عشر 28 هدفاً وقع أولها هدافه الموهوب
خالد بيبو في أول مواسمه بالفانلة الحمراء في اللقاء الذي انتهي بالتعادل
بهدف لمثله في الدور الأول 2000/2001 وسجل أخرها النجم الدولي الأنجولي
فلافيو وذلك في مواجهة الدور الأول الموسم الماضي وفاز الأهلي (1-0).
أما الزمالك فقد سجل 20 هدفاً في شباك الأهلي أولها لنجمه السابق الذي قدم
له من المنصورة و ليد صلاح عبد اللطيف في اللقاء الذي انتهي بالتعادل
(1-1) موسم 2000/2001 وأخرها كان لهدافه الموهوب جمال حمزة الذي يعرف
الطريق لمرمي الأهلي جيداً في لقاء الدور الثاني موسم 2006/2007 و فاز فيه
الزمالك بهدفين دون رد مستغلاً لعب الأهلي اللقاء بالبدلاء بعد ضمان درع
الدوري.
هدافو الأهلي في القرن الجديد هما النجمين محمد أبوتريكة الذي سجل 7 أهداف
وتساوي مع النجمين توتو و علاء الحامولي والثاني هو خالد بيبو الذي نجح في
تسجيل اسمه بحروف من نور في سجل هذه المباريات بتسجيله رباعية في القمة
رقم 89 التي أنهاها الأهلي بسداسية مقابل هدف في الدور الثاني لموسم
2001/2002.
أما هدافو القلعة البيضاء في الألفية الجديدة فهما النجمين حسام حسن الذي
سجل 9 أهداف مع الناديين ومعه جمال حمزة وكلاهما زار شباك الأهلي 4 مرات.
حصل الأهلي علي اللقب خلال المواسم التسع 5 مرات جاءت متتالية ويسعى للفوز
بالقمة 104 للمضي قدماً نحو لقبه السادس علي التوالي والخامس والثلاثون في
مسيرته.
بينما حصل الزمالك علي اللقب 3 مرات وهو العدد الأكبر من الألقاب الذي يناله فارس ميت عقبة في عقد واحد.