يروى أن هنالك عابد من بني إسرائيل كان يعبد الله عز وجل أربعين سنة ولم يستطع عليه الشيطان .. وكان اسم العابد هذا برصيصا... فلنسمع لحكايته.. وإلى العجب في أمره .. أربعون عاملا لم يقدر عليه إبليس ولا أعوانه .. فجمع إبليس الشياطين والمردة .. وصح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أن لإبليس عرش على الماء يجمع فيه أعوانه والمردة من الشياطين يجمعهم ثم يرسلهم لبني آدم .. يرسلهم لفلان المصلي .. وعلى فلان الصائم .. وعلى فلان الراكع.. وعلى فلان الساجد .. وعلى فلان الذي أسلم حديثا أو قديما.. ليضلهم عن سبيل الله... فجمع أعوانه فقال لهم : من منكم يقدر على هذا العابد ؟ لنا أربعون عاما لم نقدر عليه !!.. فجاء شيطان واسمه الشيطان الأبيض وهذا الشيطان كان يتصدى للأنبياء والمرسلين قال أنا أتكفل به.. قال اذهب إليه .. فتمثل هذا الشيكان بصورة راهب عابد ساجد لله .. فأتاه في الصومعة فدخل عليه يناديه فلم يجبه برصيصا .. فقد كان يصلى عشرة أيام ولا يرتاح بعد هذه الأيام إلا يوما واحدا.. فدخل عليه الشيطان على صورة راهب وأخذ يصلي بجنبه عشرة أيام ... وانظروا إلى صبره .. انظروا إلى طول نفسه .. انظروا إلى خطواته خطوة خطوة ... فلما انتهى من عشرة أيام نظر إليه العابد الزاهد من بني إسرائيل وقال له ما تريد؟؟ وما شأنك؟؟؟ .. قال جئت أتمثل بك .. وأتعبد الله عز وجل مثلك .. وأصلي وأركع واقتدي بك... فتركه ذلك العابد وجلس ذلك معه يصلي .... فزاد العابد في صلاته فكان لا ينقطع عن الصلاة إلى بعد أربعين يوما ... ويصوم أربعين يوما ويفطر يوما واحدا... وذلك ليختبره أيصبر أم لا يصبر... وكان الشيطان بخبثه ومكره يصلي معه أربعين يوما وصوم معه أربعين يوما ولا يفطر إلا يوما واحدا ولا يرتاح معه إلا يوما واحدا... فتحمله سنة كاملة على هذا الحال يصلي ويصوم ويذكر الله معه يتمثل له بأنه عابد راكع خاشع لا يريد من الدنيا شيئا ... فلما انتهت السنة قال له الشيطان ظننتك تعبد الله خيرا من هذا!!... أخبروني أنك تعبد الله تعالى ولكني ما ظننتك بهذا الضعف في العبادة!! ... قال العابد ماذا تقول؟؟... قال الشيطان أريد أن ابحث عن غيرك يعبد الله أكثر منك ... قال اجلس ( وكأن العابد قد تشوّق إليه) ... قال الشيطان سوف أتركك وأذهب إلى غيرك ولكني أعلمك كلمات احفظها فيرفعك الله بها ... قال وما هي تلك الكلمات؟.. قال كلمات إذا قلتها على مريض يشفيه الله وإذا قلتها على مبتلى عافاه الله ... قال وما هي تلك
الكلمات؟؟... قال احفظها فعلمه كلمات ثم تركه وانصرف...
ثم جاء إلى إبليس فقال له إبليس ماذا فعلت بذلك الرجل؟؟.. قال قد أهلكته... قال كيف هذا ؟؟.. قال اصبر ثم ذهب الشيطان إلى رجل بين الناس فصرعه .. فسقط الرجل مجنونا ... فذهب الناس يبحثون له عن طبيب ... فتمثل الشيطان على صورة طبيب ثم جاؤوا إليه فقال أنا أعالجه وأطببه... فأتوا بهذا المجنون إلى ذالك الطبيب ... فقال الطبيب إن به جنونا لا يقدر عليه إلا رجل واحد .. فقالوا ومن هو ؟؟.. فقال برصيصا العابد يقدر عليه ويعالجه ... فذهبوا به إلى ذلك العابد فقرأ عليه تلك الكلمات فتخلى الشيطان عنه فإذا به يرجع معافى كما كان .. ثم صرع الشيطان آخر ثم ثالثا ثم رابعا ثم خامسا حتى ذاع صيت برصيصا بين الناس وذلك أن هذا العابد عنده كلمات إذا قرأها على رجل مريض شافاه الله ... حتى جاء الشيطان إلى جارية من حواشي الملك فصرعها فذهبوا بها إلى ذلك العابد الزاهد فقال لهم إني لا أقرأ على النساء فطردهم .. فقال الشيطان لهم اجعلوها في غار عنده فإذا جنت وصرعت أتاها فقرأ عليها فشفيت بإذن الله .. فجعلوها في الغار فأتاه الشيطان وقال له هذه جارية ضعيفة مسكينة اقرأ عليها لتذهب إلى أهلها ... لم تجلس في هذا الغار لوحدها ؟؟.. فلربما أتاها أهل السوء ولربما فعلوا فيها كذا وكذا .. اذهب إليها ولتقرأ عليها ولتذهب إلى أهلها ...لم تجلس في هذا الغار لوحدها؟؟ ...( انظروا إلى خطواته والله تعالى قال " يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان" ) فما كان من ذلك العابد إلى أن خرج من صومعته إلى ذلك الغار فلما اقترب من الغار صرعها الشيطان ولما صرعها ألقت ما عليها من ثياب وهي لا تشعر فوقعت في قرارة قلبه فما زال به الشيطان مرة ومرتين وثلاث حتى وقع العابد على تلك الفتاة فزنا بها ... أربعون عاما يعبد الله ولكن الشيطان حتى الآن لم يرض بهذا ... فأخذ يراوده مرة ثانية وثلاث وأربع حتى وقع بها مرات عديدة حتى حملت منه ...