بعض الوسائل المعينة على
الاستيقاظ لصلاة الفجر
الإخلاص لله تعالى هو خير دافع للإنسان للاستيقاظ للصلاة ، وهو أمير
الأسباب والوسائل المعينة كلها ، فإذا وجد الإخلاص ، فهو كفيل بإذن بإيقاظ
صاحبه لصلاة الصبح مع الجماعة ، ولو نام قبل الفجر بدقائق معدوادات .
التبكير في النوم : ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها
، وسبب كراهية الحديث بعدها : لأنه يؤدي إلى السهر ، ويُخاف من غلبة النوم عن قيام الليل ، أو عن صلاة الصبح
الحرص على الطهارة وقراءة الأذكار التي قبل النوم ، فإنها تعين على القيام لصلاة الفجر
صدق النية والعزيمة عند النوم على القيام لصلاة الفجر ، أما الذي ينام وهو يتمنى ألا تدق الساعة المنبهة ، ويرجو
ألا يأتي أحد لإيقاظه ، فإنه لن يفلح في الاستيقاظ لصلاة الفجر وهو على هذه الحال من فساد القلب وسوء الطوية .
ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ مباشرة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم
إذا هو نام ثلاث عقد يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ
فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا
طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ) متفق عليه
لا بد من الاستعانة على القيام للصلاة بالأهل والصالحين ، والتواصي في ذلك ، وهذا داخل بلا ريب في قوله تعالى
: ( وتعاونوا على البر والتقوى ) . وكما يكون التواصي والتعاون على صلاة
الفجر بين الأهل ، كذلك يجب أن يكون بين الإخوان في الله ، فيعين بعضهم
بعضاً ، مثل طلبة الجامعات الذين يعيشون في سكن متقارب ومثل الجيران في
الأحياء ، يطرق الجار باب جاره ليوقظه للصلاة ، ويعينه على طاعة الله .
أن يدعو العبد ربه أن يوفقه للاستيقاظ لأداء صلاة الفجر مع الجماعة ؛ فإن الدعاء من أعظم أسباب التوفيق
استخدام وسائل التنبيه ، ومنها الساعة المنبهة ، ووضعها في موضع مناسب ،
فبعض الناس يضعها قريباً من رأسه فإذا دقت أسكتها فوراً وواصل النوم ،
فمثل هذا يجب عليه أن يضعها في مكان بعيد عنه قليلاً ، لكي يشعر بها
فيستيقظ .
نضح الماء في وجه النائم ، كما جاء في الحديث ( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت
نضح في وجهها الماء رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء)صححه الألباني
عدم الانفراد في النوم ، فلقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيت الرجل
وحده رواه الإمام أحمد وصححه الألباني . ولعل من حِكم هذا النهي أنه قد
يغلبه النوم فلا يكون عنده من يوقظه للصلاة .
عدم النوم في الأماكن البعيدة التي لا يخطر على بال الناس أن فلاناً نائماً فيها ، كمن ينام في سطح المنزل
دون أن يخبر أهله أنه هناك ، فعلى من احتاج للنوم في مكان بعيد أن يخبر من حوله بمكانه ليوقظوه .
الهمة عند الاستيقاظ ، بحيث يهب من أول مرة ، ولا يجعل القيام على مراحل ،
كما يفعل بعض الناس الذين قد يتردد الموقظ على أحدهم مرات عديدة ، وهو في كل مرة يقوم فإذا ذهب صاحبه
عاد إلى الفراش ، وهذا الاستيقاظ المرحلي فاشل في الغالب ، فلا مناص من القفزة التي تحجب عن معاودة النوم .
ألا يضبط المنبه على وقت متقدم عن وقت الصلاة كثيراً ، إذا علم من نفسه أنه إذا قام في هذا الوقت قال لنفسه
: لا يزال معي وقت طويل ، فلأرقد قليلاً ، وكل أعلم بسياسة نفسه .
إيقاد السراج عند الاستيقاظ ، وفي عصرنا الحاضر إضاءة المصابيح الكهربائية ، فإن لها تأثيراً في طرد النعاس بنورها .
عدم إطالة السهر ولو في قيام الليل ، فإن بعض الناس قد يطيل قيام الليل ، ثم ينام قبيل الفجر بلحظات ،
فيعسر عليه الاستيقاظ لصلاة الفجر ،
عدم إكثار الأكل قبل النوم فإن الأكل الكثير من أسباب النوم الثقيل ، ومن أكل كثيراً ، تعب كثيراً ،
ونام كثيراً ، فخسر كثيراً ، فليحرص الإنسان على التخفيف من العشاء .
جعل قيام الليل في آخره قبيل الفجر ، بحيث إذا فرغ من الوتر أذن للفجر ، فتكون العبادات متصلة ، وتكون
صلاة الليل قد وقعت في الثلث الأخير – وهو زمان فاضل – فيمضي لصلاة الفجر مباشرة وهو مبكر ونشيط .
اتباع الهدي النبوي في كيفية الاضطجاع عند النوم ، بحيث ينام على جنبه الأيمن ، ويضع خده الأيمن على
كفه اليمنى ، فإن هذه الطريقة تيسر الاستيقاظ ، بخلاف النوم بكيفيات أخرى ، فإنها تؤثر في صعوبة القيام .
أن يستعين بالقيلولة في النهار ، فإنها تعينه ، وتجعل نومه في الليل معتدلاً ومتوازناً .
ألا ينام بعد العصر ، ولا بعد المغرب ، لأن هاتين النومتين تسببان التأخر في النوم ،
من تأخر نومه تعسر استيقاظه .
الشيخ / محمد بن صالح المنجد ( مختصرا )