»ЯΦçЌ«
عدد المساهمات : 729 تاريخ التسجيل : 19/02/2009
| موضوع: الخطبه الثانيه " لا تدع لسانك يكدب " خطبه اليوم الجزء الثانى الأربعاء 31 مارس 2010, 5:02 pm | |
| وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب من المزاح، ويترك المراء وإن كان صادقا" ، وكذبة إبريل هذه نوع من الجهل والمحاكاة العمياء التي تسبب أضراراً جسيمة، وكمْ رأينا وكمْ سمعنا عن العواقب السيئة لهذه الكذبة، وكم جَرَّتْ من ويلات على الناس وعلى أهل البيت الواحد، فمن الناس من أُخْبِرَ بوفاة ولده أو زوجته أو بعض محبيه فلم يحتمل الصدمة فمات، ومنهم من يخبر بإنهاء وظيفته أو بوقوع حريق أو حادث تصادم لأهله، فيصاب بشلل أو جلطة أو ما شابههما من الأمراض، وبعضُ الناسِ يُتحدث معه كذباً عن زوجته وأنها شوهدت مع رجل فيسبب ذلك قتلها أو تطليقها، وهكذا في قصص لا تنتهي وحوادث لا نهاية لها، وكله من الكذب الذي يحرمه الدين، وتأباه المروءة الصادقة. وقد رأينا كيف أن الشرع حرَّم الكذب حتى في المزاح ، وأنه نهى عن أن يُروَّع المسلم ولو بالمزاح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تُرَوِّعُوا المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم)) فهذا شرع الله فيه الحكمة والعناية بأحوال الناس وإصلاحهم، وإضافة لخطر الكذب وإثمه، فإن في كذبة إبريل التشبه بالكافرين مع أننا نهينا عن ذلك، حيث أمرنا الله سبحانه بالسير على تعاليم دينه والصراط المستقيم ونهانا عن اتباع سبيل المغضوب عليهم وسبيل الضالين،قال الله تعالى ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من تشبه بقوم فهو منهم" . أيها المسلمون: إن الإسلام يحرص على تنشئة الصغار على بغض الكذب، والتنـزه عن الوقوع فيه، ومن ثَمَّ حذر من الكذب في ملاعبة الصبيان فإنه يُكتب على صاحبه، فعن عبدالله بن عامر أنه قال: "دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه؟ قالت: أعطيه تمرًا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة" .
والويل كل الويل لمن يتفنن في الكذب لإضحاك الناس ونيل إعجابهم، فعن معاوية بن حيدة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ويْلٌ للذي يُحدِّثُ بالحديث لِيُضْحِكَ به القومَ فيكذب، ويـل له، ويل له" . ومما ينبغي الوقوف عليه أيها الأحباب أنه لا يجوز الكذبُ إلا في مواضع معينة لا يترتب عليها أكل حقوق، ولا سفك دماء، ولا طعن في أعراض، وهذه المواضع هي: الحرب، والإصلاح بين المتخاصِمين، وكذب الزوج على زوجته والعكس لأجل المودة وعدم الشقاق، فعن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يحل الكذب إلا في ثلاث : يحدث الرجل امرأته ليرضيها ، والكذب في الحرب ، والكذب ليصلح بين الناس" .
والمراد بكذب الزوج على زوجه وكذبها عليه إظهار الود والوعد بما لا يلزم ونحو ذلك، وأما المخادعة في منع ما عليه أو عليها، أو أخذ ما ليس له أو لها، فإنه يفقد الثقة بينهما.
واعلموا إخوة الإسلام أنه لا يجوز اتخاذ هذه الرخصة ذريعة للكذب فيما عدا ذلك، فعن سفيان بن أسيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق، وأنت له به كاذب" .
واعلموا يا عباد الله أن للكذب ثماراً خبيثة، وعواقب وخيمة، في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فإنه ينقص الرزق، فعن حكيم بن حزام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((البيعان بالخيار مالم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما" . فالكذب ينـزع من الرزق البركة، ويجلب الضيق، ويزيل الثقة من الكاذب فتكسد بضاعته، وتخسر تجارته، فالموظف أو الصانع أو التاجر أو الزارع يضرهم الكذب، ويؤخرهم، ويفسد حالهم ويجعلهم عرضة للخطر، فليحذر التجار من الكذب حتى لا ينـزع الله البركة من كسبهم.
ومن آثار الكذب أنه يخلف في الفم نتناً يجعل الملائكة تنفر منه،فعن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إذا كَذَبَ العَبْدُ تَبَاعَدَ عَنْهُ المَلَكُ مِيلاً مِنْ نَتنِ ما جاءَ به" . ويقول الله تعالى: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشياطين. تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ . يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ .
ومن آثار الكذب في الدنيا أيضاً أن الكذاب يعيش في شك وريبة، وتكون حياته مضطربة ويتحقق فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ » . وفي هذا الحديث إشارة إلى أن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم قد حذر قبل قرون طويلة مما لم تهتد إليه البشرية إلا في العصر الحديث، حيث تقول التقارير الطبية: إن أحد مسببات القلق والضغوط النفسية هو الكذب، وباعثُه على ذلك الخوف الدائم من أن يفتضح أمره، ويظل الباعث في داخله ليستأصل من نفسه الطمأنينه والسكينة، كما بينت التقارير الطبية أن الإنسان الصادق يكون على العكس من ذلك حيث يستمتع بحياة نفسية مطمئنة، وتشير الأبحاث الطبية إلى أنه كلما كانت الكذبة شنيعة كان التأثير النفسي أشد وأنكى على الجسم.
كما أن الكذب يصبغ القلب بالسواد، فعن مالك أنه بلغه أن ابن مسعود قال: لا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب، فتنكت في قلبه نكتة حتى يسود قلبه، فيكتب عند الله من الكاذبين" . وعن بريدة الأسلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا إن الكذب يسود الوجه، والنميمة عذاب القبر" .
والكذب أيضاً يحرمُ صاحبه من صحبة الصادقين، ويجعله في عداد المنافقين ما دام قائماً عليه، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" .
ومن آثار وعواقب الكذب في الآخرة أنه يجرُّ إلى النار، كما جاء في الحديث: "إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا" .
أيها الإخوة : أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
| |
|
ќĤαĿİĎ TнỀ ЌÏÑġ
الابراج : عدد المساهمات : 1885 تاريخ التسجيل : 08/04/2009 العمر : 35
| موضوع: رد: الخطبه الثانيه " لا تدع لسانك يكدب " خطبه اليوم الجزء الثانى الخميس 01 أبريل 2010, 8:29 am | |
| مميـــــز يا روكـ واصـــــــــل بــــارك اللـــه فيــــكـ | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: الخطبه الثانيه " لا تدع لسانك يكدب " خطبه اليوم الجزء الثانى الخميس 15 أبريل 2010, 11:14 am | |
| جزاك الله خبر اجر عن هذا العمل .. سلمت يداك |
|